متى... ولماذا يبكي الرجال؟
عندما تبكي المرأة فغالباً مانتهم دموعها بالزيف بقولنا: إنها دموع التماسيح لكن عندما يبكي الرجال فالأمور والأحكام تتبدل, وفي الغالب تكون دموع الرجال موضع احترام وتقدير...
يظلمون الرجل عندما يتهمونه بـ(قسوة القلب) ويتهمونه بـ«الضعف» عندما يرق قلبه ويبدو أن الرجال سيبقون موضع ظلم ربما لأنهم لايعرفون كيف يقدمون مشاعرهم أو كيف يصوغون تفاصيل هذه المشاعر!
نعود إلى «الدمعة الرجالية» والتي يقول البعض عنها إنها قادرة على تفتيت الصخر بسبب حرارتها الزائدة أو بسبب صدقها الكبير وبإمكانها تغيير ملامح الطقس لأنها لاتظهر إلا في مناسبات قليلة فنبحث في مناسبات ظهورها وفي أسباب هذا الحضور ولن نقارنها بـ «الدمعة النسائية» والتي يسارع المئات لكفكفتها رغم حكمهم عليها في الوقت الذي يبحث فيه الرجل عما يداري به دمعته خشيةً من لوم محب أو شماتة عزول...
بكينا في السابق كثيراً وفي بعض الأحيان بكينا دماً أما الآن فالوضع تغير كثيراً.. هكذا رد عليّ أبو حيدر وهو في التسعين من عمره وأضاف: كان الرجل رجلاً حقيقياً في الماضي وكان إذا جاع يأكل رأس الأفعى ولديه القدرة على تحمل جميع المشقات، وأتذكر أنني جئت من بيروت إلى طرطوس سيراً على الأقدام حتى أوفر أجرة الطريق وأشتري به فاكهة لأولادي مع هذا لم أبك ولكن أول مرة بكيت بها كانت عندما أخبرتني زوجتي أن الأولاد جائعون ولاتوجد في البيت كسرة خبز أو حبة حنطة ولايوجد معي أي قرش فخرجت إلى الجبل واستسلمت للبكاء..
أبو حيدر قال: هذا الكلام كان في أواخر الخمسينات حيث كانت الأحوال ضيقة جداً وتكرر البكاء أكثر من مرة لكن السبب دائماً هو الأولاد... حزنت على وفاة أبي وأخي وتألمت كثيراً لكن دمعي لم يجر إلا على أولادي أو بسببهم..
أبو خليل رجل في الثالثة والسبعين من عمره قال: كنت في الثلاثين من عمري تقريباً وكان لدي ثلاثة أولاد، وكما تعلم فإن كل إنسان يمر بمرحلة ضيق أذكر أنه كان عندنا حوالي (3تنكات حنطة) وقد أخذتها إلى الطاحونة لأطحنها من أجل الخبز فوجدت الطاحونة معطلة وعندما عدت إلى المنزل دون طحين قالت زوجتي: قبل قليل انتهت زوجة أخيك من الخبز على التنور اذهب واستعر «كم رغيف» ليأكل الأولاد وعندما فعلت ذلك قال لي أخي: من أين لنا الخبز؟ فعدت إلى البيت أتعثر بدمعي...
حبيب في الخمسين من عمره قال: أبكي كلما رأيت الممثل صلاح قصاص في المشهد المؤثر من تمثيلة «الولادة» على ما أعتقد وهو يقول لزوجته: ألف حبل مشنقة ولايقولوا أبو عمر خاين ياخديجة، أو كلما سمعت أغنية «بكتب اسمك يابلادي ..عَ الشمس الما بتغيب» بصوت الفنان الكبير دريد لحام، أبكي عندما يهزني موقف وطني أو إنساني كبير...
أما محمود فقال إنه يبكي عندما يرى رجلاً يبكي فحينها لايستطيع كبح دموعه..
وكاسر «48 سنة» يقول: ليتني أعرف كيف أبكي لاأستطيع إجبار دمعي على مغادرة محاجره مع أن قلبي يتفتت كثيراً لكنني لم أبك أبداً حتى عند وفاة أبي لم أستطع البكاء...
أما أنا يا سيدي فقد بكيت فرحاً عندما دعيت إلى حفل تكريم الطلبة المتفوقين وسمعت اسم ابني بينهم ورأيته وهو يستلم هديته...
أدام الله أفراحكم وجعل كل دموعكم لمثل هذه المناسبات المفرحة ولكن الدمع شئنا أم أبينا يبقى هو الصوت الداخلي للقلب والطريقة الأصدق للتعبير عن المشاعر وخاصة عندما تخرج هذه الدموع من عيون الرجال أما دمعتك ياسيدتي بالنسبة لي أصعب وقعاً من ضربة سيف وإن كان القسم الأكبر من الرجال يتهمون دمعتك بالزيف كما قلنا في البداية...
الأحد فبراير 20, 2011 4:41 pm من طرف مصطفى عبد العزيز
» فـــــــــــوائـــــــــــــد الــرمـــــــــان
السبت يناير 22, 2011 5:07 pm من طرف مصطفى عبد العزيز
» قريتي الغالية
السبت يناير 15, 2011 3:35 am من طرف مصطفى عبد العزيز
» السلام عليكم عضو جديد يريد الترحيب من حضراتكم
الثلاثاء يناير 04, 2011 8:44 pm من طرف S.Y.R
» أهلا وسهلا بالاحبة....
الإثنين مارس 08, 2010 9:43 am من طرف اسماعيل الاسماعيل
» معلومات غريبة جربها بنفسك
الإثنين مارس 08, 2010 9:37 am من طرف اسماعيل الاسماعيل
» صدق أو لا تصدق
الجمعة مارس 05, 2010 9:08 pm من طرف وداد
» 15 الف شريط اسلامي بين يديك بضغطة ماوس
الأربعاء فبراير 24, 2010 4:47 am من طرف السيف الدمشقي
» هدية إلى منتدى الغدفة
الخميس فبراير 18, 2010 3:04 am من طرف ابو الهول