خدمة الأمة أمر جليل ، والمساهمة في بناء جانب من جوانب الحياة فيها أمر لا شك عظيم ، والمرء حين يقدم خدمة لأمته يحس بسعادة عظيمة ، أيّاً كانت تلك الخدمة ومن أيِّ موقع كان ، وتكون السعادة أعظم حين تكون تلك الخدمة تصب في صميم البناء الحضاري لأمته ، بكل ما يحمله ذلك البناء من معاني سامية ، وتزيد سعادته أكثر فأكثر حينما يعلم أنّ له عند الله جزاء جراء تلك الخدمة ، ووفاء من ذاكرة أجيال الأمة المتلاحقة.
وإنّ لمن أشرف الخدمات التي يقدمها المرء لأمته هي المرابطة على ثغورها الحضارية ، والذود عن أركانها القيمية والدينية واللغوية ، وكل الأواصر التي تشدها ، و ما تقوم على أساسه حياتها ، وإن المرابطة على الثغور الحضارية بالمعنى السالف تتطلب كفاءة وإخلاصا ، كما تقوم على أساس مهم ، وهو مداومة النظر والتأمل في اتجاهات التحولات ومتابعة المتغيرات داخل مجتمعات الأمة وما حولها ، وهي مهمة اعتبرها رائد النهضة في الشمال الإفريقي الإمام المصلح الشيخ عبد الحميد بن باديس من أقدس الواجبات حيث قال : «إنّ صرف أعزّ الأوقات، وتكريس جانب من الحياة لدرس اتجاهات المجتمع مِن أقدس الواجبات، وأوكدها وأفيدها».
لأجل ذلك كان هذا الميدان مجال تنافس وتسابق بين خيرة أبناء الأجيال المتعاقبة في الأمة منذ أن أكرمها الله بالإسلام ، فكانوا كما يقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله «كالجبال التي توقف مد السيل، والأشجار التي لا تنثني مع هبوب العاصفة ، وهم الصاحون بين السكارى، وإذا ركع الناس لملك ظالم أو استكانوا لأوضاع مزرية، لمحت في أبصارهم بريق الأنفة ، وفي سيرتهم شرف الحرية ، فما يستريحون حتى تنجو البلاد والعباد من آثار الفساد وقيود العبودية ، فهم الدواء الخالد لكل ما يفشو في الدنيا من علل، وهم الأمل الباقي لبقاء الخير في الأرض ، وإنْ ترادفت النوب واكفهرَّت الآفاق، فهم حراس الحقائق الرفيعة، وحماة المعالم الفاضلة».
ولأهمية هذا الجانب العظيم في بناء المسارات الحضارية فقد أولته الأمم والمجتمعات الراقية بالغ اهتمامها، فأنشأت له مراكز ومؤسسات ، وسخرت له جميع الإمكانات المادية والمعنوية ، وأطلقت العنان لمفكريها ومنظريها لدراسة أحوال مجتمعاتها ومجتمعات غيرها، واتجاهات التغيرات فيها، و التأمل في آثار تلك التغيرات عليها ، ومن ثم وضع الخطط والبرامج للتعامل معها، فمراكز الدراسات الغربية، ومعاهدها الاستراتيجية، تلعب أدوارا مفصلية في تنظيم مجتمعاتها في جوانب مختلفة من حياتها ، كما أنها تؤثر إلى حد كبير في سياسات تلك المجتمعات الداخلية منها والخارجية.
غير أننا إذا نقلنا تلك الصورة إلى الجغرافية العربية على الأقل نجدها تختلف اختلافا كاملا عما هي عليه في المجتمعات الغربية ، وكذلك المتقدمة منها في أمم آسيا، بل وحتى في جنوب إفريقيا وإسرائيل ، فتلك الصورة التي تبدو عظيمة بهالتها أضحت من ضروريات الحياة الأولية في تلك المجتمعات، ووجودها عندها كلزوم وجود الماء للحياة ، أما في جغرافيتنا العربية فهي حلم لا تطاله اليقظة ، بل ومحال تَحَقُّقُه في ظل الرداءة المسيطرة على تلك الجغرافية.
--------------------------------------------------------------------------------
وإنّ لمن أشرف الخدمات التي يقدمها المرء لأمته هي المرابطة على ثغورها الحضارية ، والذود عن أركانها القيمية والدينية واللغوية ، وكل الأواصر التي تشدها ، و ما تقوم على أساسه حياتها ، وإن المرابطة على الثغور الحضارية بالمعنى السالف تتطلب كفاءة وإخلاصا ، كما تقوم على أساس مهم ، وهو مداومة النظر والتأمل في اتجاهات التحولات ومتابعة المتغيرات داخل مجتمعات الأمة وما حولها ، وهي مهمة اعتبرها رائد النهضة في الشمال الإفريقي الإمام المصلح الشيخ عبد الحميد بن باديس من أقدس الواجبات حيث قال : «إنّ صرف أعزّ الأوقات، وتكريس جانب من الحياة لدرس اتجاهات المجتمع مِن أقدس الواجبات، وأوكدها وأفيدها».
لأجل ذلك كان هذا الميدان مجال تنافس وتسابق بين خيرة أبناء الأجيال المتعاقبة في الأمة منذ أن أكرمها الله بالإسلام ، فكانوا كما يقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله «كالجبال التي توقف مد السيل، والأشجار التي لا تنثني مع هبوب العاصفة ، وهم الصاحون بين السكارى، وإذا ركع الناس لملك ظالم أو استكانوا لأوضاع مزرية، لمحت في أبصارهم بريق الأنفة ، وفي سيرتهم شرف الحرية ، فما يستريحون حتى تنجو البلاد والعباد من آثار الفساد وقيود العبودية ، فهم الدواء الخالد لكل ما يفشو في الدنيا من علل، وهم الأمل الباقي لبقاء الخير في الأرض ، وإنْ ترادفت النوب واكفهرَّت الآفاق، فهم حراس الحقائق الرفيعة، وحماة المعالم الفاضلة».
ولأهمية هذا الجانب العظيم في بناء المسارات الحضارية فقد أولته الأمم والمجتمعات الراقية بالغ اهتمامها، فأنشأت له مراكز ومؤسسات ، وسخرت له جميع الإمكانات المادية والمعنوية ، وأطلقت العنان لمفكريها ومنظريها لدراسة أحوال مجتمعاتها ومجتمعات غيرها، واتجاهات التغيرات فيها، و التأمل في آثار تلك التغيرات عليها ، ومن ثم وضع الخطط والبرامج للتعامل معها، فمراكز الدراسات الغربية، ومعاهدها الاستراتيجية، تلعب أدوارا مفصلية في تنظيم مجتمعاتها في جوانب مختلفة من حياتها ، كما أنها تؤثر إلى حد كبير في سياسات تلك المجتمعات الداخلية منها والخارجية.
غير أننا إذا نقلنا تلك الصورة إلى الجغرافية العربية على الأقل نجدها تختلف اختلافا كاملا عما هي عليه في المجتمعات الغربية ، وكذلك المتقدمة منها في أمم آسيا، بل وحتى في جنوب إفريقيا وإسرائيل ، فتلك الصورة التي تبدو عظيمة بهالتها أضحت من ضروريات الحياة الأولية في تلك المجتمعات، ووجودها عندها كلزوم وجود الماء للحياة ، أما في جغرافيتنا العربية فهي حلم لا تطاله اليقظة ، بل ومحال تَحَقُّقُه في ظل الرداءة المسيطرة على تلك الجغرافية.
--------------------------------------------------------------------------------
الأحد فبراير 20, 2011 4:41 pm من طرف مصطفى عبد العزيز
» فـــــــــــوائـــــــــــــد الــرمـــــــــان
السبت يناير 22, 2011 5:07 pm من طرف مصطفى عبد العزيز
» قريتي الغالية
السبت يناير 15, 2011 3:35 am من طرف مصطفى عبد العزيز
» السلام عليكم عضو جديد يريد الترحيب من حضراتكم
الثلاثاء يناير 04, 2011 8:44 pm من طرف S.Y.R
» أهلا وسهلا بالاحبة....
الإثنين مارس 08, 2010 9:43 am من طرف اسماعيل الاسماعيل
» معلومات غريبة جربها بنفسك
الإثنين مارس 08, 2010 9:37 am من طرف اسماعيل الاسماعيل
» صدق أو لا تصدق
الجمعة مارس 05, 2010 9:08 pm من طرف وداد
» 15 الف شريط اسلامي بين يديك بضغطة ماوس
الأربعاء فبراير 24, 2010 4:47 am من طرف السيف الدمشقي
» هدية إلى منتدى الغدفة
الخميس فبراير 18, 2010 3:04 am من طرف ابو الهول